لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

من يرغب أو يتوقع أن يقرأ فى هذا الكتاب أى كلمات جارحة غير مسئولة أو نقد غير موضوعى أو تطرف لفكرة ما أو تعصب أعمى لفريق ما ... ومن يطمع أن يقرأ كتاباً يدعو لانقسام أو يستثمر التنازع ويغذى الصراع ويؤجج النار المشتعلة أو يشعل ما خمد منها ... فليسمح لى أن أنصحه بعدم إستكمال القراءة ... فلن يجد ما يبحث عنه ... فطبيعتى الشخصية المعتدلة ومهام ومسئوليات المنصب الرفيع الذى أتحدث عنه وما يقتضيه هذا المنصب وما يحتاجه من عدل عند الحكم وموضوعية فى التحليل ووسطية فى التفكير وعقلانية فى القرارات وحرص على كل أبناء الوطن والمساواة بينهم فى الحقوق والواجبات والعمل على النهوض بهم جميعاً ... كل ذلك يمنع وينفى أن يجد الباحث عن التطرف أو التعصب مبتغاه فى هذا الكتاب ...

لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

الدين

الدين

الدين

1077 - الدين هو المرجعية الفكرية والأخلاقية والقيمية والوجدانية الأساسية للشعب المصرى ... وهو العنصر الأساسى فى تشكيل الشخصية المصرية ... فلا يمكننا أن نحيا بغير الدين ... ولا يمكننا أن نتخيل أن يتم تهميش دور الدين فى حياة المصريين ... ولا يمكننا أن نتخيل استمرار واستقرار المجتمع المصرى والدين ليس فى قلب وعقل ووجدان أبنائه ...

1078 - على الدولة ومسئوليها ومؤسساتها أن تتخذ من الوسائل والآليات والنظم والإجراءات كل ما يساعد الناس ويمكنهم ويعينهم على فهم وتأدية شعائر دينهم بشكل صحيح ... وهذا من حقوق المواطن الأساسية على الدولة ، وهو أن توفر له الوسيلة والطريقة لعبادة الله ...

لكن على المستوى السياسى والكيانات السياسية والعمل السياسى ورغم أن الدين يعتبر مشكلاً أساسياً لعقل ووجدان الإنسان المصرى ، ويؤثر بالتالى على أفكاره السياسية ، والاقتصادية ، وعلى توجهاته ، وانحيازاته ؛ إلا أن رفع الشعارات والرايات الدينية فى العمل السياسى فى مجتمع يعانى من الأمية ، والفقر ، والمرض ، والجهل ، والازدحام ، والغلاء ، والضغوط الحياتية المتعددة ، والظلم ، والقهر ، والفساد ... هو أخطر ما يمكن أن يفعله مجتمع بنفسه لكى يتصارع ويتعصب ويتطرف ويدمر نفسه بنفسه ؛ وبالتالى يؤدى الحديث باسم الدين فى السياسة فى هذه الظروف إلى مزيد من انقسام المجتمع وتناحره ودخوله فى دوامة من الصراع المدمر ...

ووقتها لن يلتفت أحد إلى الاهتمام بقضية مثل التعليم ، أو الصحة ، أو الاقتصاد ، أو الأخلاق ، أو الإنتاج ؛ فالخلاف الدينى سيصبح هو الأهم وهو من له الأولوية على كل المشاكل ؛ لذلك وحتى تتغير ظروف المجتمع ، وحتى يتم حل مشاكل المجتمع فإنه يجب فصل الدين عن الدولة ولكن لا يتم فصله عن المجتمع ... يجب فصل الدين عن الأحزاب ... بمعنى أنه يجب فصل الدين عن السياسة وليس فصل الدين عن السياسيين ...

ولشرح ما سبق أقول : إن من حق كل مواطن وكل سياسى أن يتعلم دينه وأن يفهمه ، ويفهم أوامره ، ونواهيه ، وأحكامه ، والحكمة منها ... ومن حقه أن يتفقه فى دينه ، ويتدبر ، ويستنبط من الدين كل ما يراه صالحاً لإصلاح دنياه وحياته وحياة المجتمع ( وعلى الدولة أن تساعده فى ذلك ) ؛ ومن حق السياسيين أيضاً أن يستخرجوا برامجهم ويكونوا أفكارهم بالطريقة التى يرونها وعلى حسب وجهات نظرهم المختلفة للأديان ... ولكن ما ليس من حقهم هو أن يدعوا أنهم يتكلمون باسم الدين ويعبرون عنه ويمثلونه ... وأن يدعوا الناس لانتخابهم لأنهم يمثلون الدين ، وأن ما يصدر عنهم هو تعبير عن مقاصد الشريعة وأهدافها ... وأنهم الأقرب لتطبيق تعاليم الدين من غيرهم ... وأن أفكارهم هى الأقرب لتعاليم الدين من       أفكار غيرهم ...

والهدف من ذلك هو أن يظل الدين وتعاليمه النبع الصافى والمستمر الذى يرتوى منه الجميع بدون أن يدعى أحد ملكيته له واحتكاره لفهمه ... فالدين ملك الجميع سواء أخذ منه البعض بالقليل أو أخذ منه البعض الكثير ... ولا يحق لأحد أن يحتكره أو يزايد على غيره بأنه أكثر علماً وفهماً وتطبيقاً ... والسماح بذلك مدعاة إلى الاختلاف والانقسام والمزايدة قد يستعملها البعض لاحتكار ما هو ملك الجميع ...

1079 -  والمقصود من ذلك هو أن الهدف من السياسة والعمل بها هو حل مشاكل الناس ، لذلك فإننا يجب علينا أن نركز وأن نستهدف حل مشاكل الناس المتعددة مثل الفقر ، والجهل ، والمرض ، والبطالة ، والفساد والظلم ... إلخ وأن يتنافس الجميع من أجل هذا الهدف ... من يرى أننا يجب أن نستخرج حلول هذه المشاكل من الدين فليستخرج الحلول ويقدمها ؛ ومن يرى أننا يجب أن نقلد الآخرين الناجحين حتى ولو خالفونا فى الدين فليستخرج الحلول ويقدمها ... وهكذا تصبح المنافسة بين السياسيين على نوعية الحلول والمقارنة بينها من أجل تغليب أفضلها ... وليس المنافسة على من يدعى أنه الأقرب للدين أو الأكثر تمثيلاً له أو الأكثر رفعاً لراياته وترديداً لشعاراته ...

وبهذا فإن المجتمع سيطالب كل السياسيين بتقديم الحلول بكل تفاصيلها لكل المشاكل التى يعانى منها ؛ أى أنه سيطالب من كان فى الماضى يرفع الشعارات الدينية أن يتجه إلى التعمق فى الدين وأن يبذل مزيداً من البحث والجهد والفكر والتدبر لكى يستخرج الحلول من الأحكام والأوامر والنواهى ...

1080 - وبذلك فإننا سنحقق المراد من السياسة ، والمراد من الدين وهو إصلاح شئون الحياة وتسهيل حياة الناس ، وتذليل العقبات من أمامهم ، وتيسير كل شئونهم ...

1081 - تجديد الخطاب الدينى

- لا أوافق ولا أقبل ما يسمى بتجديد الخطاب الدينى ... فنحن لا نملك أن نغير فى الدين ولكننى سأدعو إلى نشر الوعى الدينى ولا يعنى ذلك فى فهمى أن نحذف من الدين شيئاً كما لا يعنى أن نضيف إليه شيئاً ... وإنما يعنى أن نفهمه ونفهم مقاصده ... وننشر ذلك الفهم والوعى بأسلوب ولغة يفهمها الجميع ... كما يعنى دعوة العلماء إلى مزيد من التفقه وفتح باب الاجتهاد ... فالمجتمع فى أشد الحاجة إلى فهم الأديان ورسائلها السامية بما تدعو إليه من تعليم وأخلاق وتنمية روحية وسلام نفسى يساعد الإنسان على أن يحيا فى أفضل وأسعد حال ...

مقرنا

المقر المؤقت : ميدان حلمية الزيتون

ارقام التواصل

01013900867

01125231372

البريد الالكترونىى

egyptelections2018@gmail.com