الحـياة هى العـلاقـة بين الاخـتبارات والاخـتيارات ...
خـلقـنا الله فى هـذه الدنيا ليخـتبرنا .. فالدنيا دار اخـتبار ... وحـياتك منذ لحـظـة الميلاد إلى لحـظـة الممات عـبارة عن اخـتبار ... ولكن هـذا الاخـتبار ليس سؤالا واحـدا وإنما يتضمن ملايين الأسئلة ... كل سنة وكل يوم وكل دقـيقـة تعـيشها هى اخـتبار .. اخـتبارات دائمة ومستمرة ... اخـتبارات متعـددة ومتنوعـة ...
هـناك اخـتبارات ليس لك يد فـيها ولا اخـتيار مثل العـصر الذى تنتمى إليه .. أو البلد الذى ولدت فيه ... أو أبوك وأمك وأهـلك .. أو مستوى عـائلتك المادى أو الإجـتماعى أو الثقـافى ... أو مستوى الحـضارة الذى عـليه مجـتمعـك ..
ولكنك فى المقـابل ليس معـدوم الإرادة والاختيار ... وإنما يأتى دورك بعـد نـقـطـة البداية هـذه التى لم تخـترهـا ... وعلى ضـوء اخـتياراتك تتحـدد نتيجـة اختبارك .. وبـقـدر نجـاحـك فى الاخـتيار تنجـح أو ترسب فى الاختبار .. وكلما كانت اخـتياراتك صـحـيحـة ومناسبة لك عـشت سعـيدا فى الحـياة ...
ما قـبل ميلادك ليس ملكك ... وكل ما بين الميلاد والممات يمكنك أن تصنعــه أو تغـيره أو ترفـضه أو تسكت عـليه أو تتكيف معـه أو تتمرد عـليه ..
وقـتك ملكك ... وحـسن إدارته من أهـم أسباب نجـاحـك .. فـأنظـر فـيما تـنـفـقـه ... فـلسفـتك فى الحـياة وكيف تراهـا من الاخـتيارات التى تصنع حـياتك .. هـل ترى الحـياة دار للتعـاون أم دار للصراع ؟ .. هـل ترى فى الآخـرين شركاء أم أعـداء .. ؟
اخـتيارك لعـملك ... ولمستوى عـلمك ... وهـل ترضى عـنهما أم تسعى لتطـويرهما ... ؟ .. اخـتيارك لزوجـتك أو لزوجـك وهـل ستحـسن الاخـتيار فـتسعـد فى حـياتك أم تخـطىء فـتعـيش تحـاول إصلاح أخـطـاءك .. ؟ .. تربيتك لأولادك .. وتعـاملك مع آباءك ... اختيارك لأصدقائك ولعــلاقاتك ... كرمك أو بخـلك .. حـبك وكرهـك .. اخـتيارك لصمتك ولكلامك .. اخـتيارك أن تصدق أو أن تكذب .. اختيارك لقيمك و لأخلاقك .. تدبرك و تأملك .. تفكيرك وتفكرك ... دراستك للعـقـائد والأديان .. قـربك من الله أو غـفـلتك .. إدراكك للكون والحـياة والموت ... عـلاقـتك بجـيرانك وبأهـلك ... عـلاقـتك بمجـتمعـك ومدى مساهمتك فيه ... أفـكارك السياسية و انتماءاتك ... هـواياتك ... عـلاقـتك بمن هـم أقـل منك ومن هـم أعـلى منك .. من هـم أضعـف منك ومن هـم أقـوى منك ... نظـرتك للحـق وللعـدل ... تعـاملاتك فى الشدة وفى الرخـاء .. إحـساسك عـند النصر وعـند الهـزيمة ... فى الصـحـة وعـند المرض .. .. .. الخ
باخـتصار شديد ... حـياتك هى مجـموع اخـتياراتك .. وهى من تصنع تطـورك أو تدهـورك ... من تصنع لك السعـادة أو تجـلب لك التعـاسة .. هى من تدخـلك الجـنة أو تدخـلك النار ...
من يرغـب فى النجـاح فى الحـياة عـليه أن يحـسن الاخـتيار دائما .. أو يصحـح اخـتياراته الخـاطئة .. ولكى ينجـح فى ذلك عـليه التعـلم دائما ... التعـلم ممن سبقـوه .. وممن يعـيشون معـه ... التعـلم من الناجحين فـيقـلدهم .. والتعـلم من الفاشلين فـيتجـنب أخـطائهم ... وعـليه كذلك التعـلم من اخـتياراته و أخـطـاءه هـو ... وقـبل هـذا وذاك الالتزام بأوامـر الله ونواهـيه ...
الراغـبون فى النجـاح فى الاخـتبار يعـيشون أغـلب الوقـت تحت ضغـط عـصبى ونفسى .. لا يرضـون عن أنفسهم إلا قـليلا ... بعـكس المغـيبون ومن لا يدركون موقـعـهم فى الحـياة ..
كلما زاد وعـيك وعـلمك كلما زاد قـلقـك ... وبمثل يـقـظـة ضميرك يكون حـجـم خـوفـك ومحـاسبتك لنفسك .. وعلى درجـة إيمانك تكون حـالة رضاك أو غـضـبك ...
دعـواتى لى ولكم بأن ننجـح فى الاخـتبار .. وأن ننجـح فى الاخـتيار ... 7/3/2016