لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

من يرغب أو يتوقع أن يقرأ فى هذا الكتاب أى كلمات جارحة غير مسئولة أو نقد غير موضوعى أو تطرف لفكرة ما أو تعصب أعمى لفريق ما ... ومن يطمع أن يقرأ كتاباً يدعو لانقسام أو يستثمر التنازع ويغذى الصراع ويؤجج النار المشتعلة أو يشعل ما خمد منها ... فليسمح لى أن أنصحه بعدم إستكمال القراءة ... فلن يجد ما يبحث عنه ... فطبيعتى الشخصية المعتدلة ومهام ومسئوليات المنصب الرفيع الذى أتحدث عنه وما يقتضيه هذا المنصب وما يحتاجه من عدل عند الحكم وموضوعية فى التحليل ووسطية فى التفكير وعقلانية فى القرارات وحرص على كل أبناء الوطن والمساواة بينهم فى الحقوق والواجبات والعمل على النهوض بهم جميعاً ... كل ذلك يمنع وينفى أن يجد الباحث عن التطرف أو التعصب مبتغاه فى هذا الكتاب ...

لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

الدائرة المغلقة

دائرة مغـلقـة ناجحة ... ودائرة مغـلقـة فـاشلة..

فى الدول المتقـدمة يعـيش المجـتمع حـالة من النجـاح الدائم تشبه الدائرة المغـلقـة .. فالمـجتمع يعـمل بإخـلاص فـيزيد إنتاجه وتتحـسن جـودته ويعـمل الجميع فـيزيد دخـلهم ويزيد استهلاكهم .. يعـلمون بعـضهم ويتعـلمون جـيداً فـتزيد معـارفهم وتقـل أخـطـاءهم وينجحون فى إدارة كل شئون حـياتهم .. يحـافـظـون على نظـافة هـواءهم ومياههم وغـذائهم فيتمتعـون بصحة أفضل وتقـل أمراضهم .. عـندما يخـتـلـفـون يحـكمون ويتحـاكمون بالعـدل فـتقـل خـلافـاتهم .. يـلـتـزمون بالقـوانين ويحـتـرمونها ولا يخـالفها إلا قـلة قـليلة منهم ... أعـدادهم فى السجون قـليلة وأعـدادهم فى عـروض الأوبرا كبيرة ... عـندما ينتخـبون أو يستفتون ولا يزورون أصواتهم فينجح من يستحق أن ينجح ويصل إلى السلطة من يستحـق أن يصـل ... فـيعـمـل كل ما فى وسعـه ليحـافـظ على رضاء من انتخبوه .. لا يخـاف المحكوم من الحاكم ولا ينافـقـه ... ولا يسرق الحـاكم المحـكوم ولا يظـلمه ... الجـميع يتعـاونون ويلعـبون ويمرحـون ... ويستفـيدون بأعـمارهم ويتبادلون النجاح والسعادة ... يتهادون بالزهـور والعـطـور .. يحـلمون ويحققون أحـلامهم .. يبنون بعضهم البعض ويشجعـون بعـضهم البعـض ... المنافسة بينهم قـائمة على تحـصيل عـلم أكثر ... أو ابتكار شيئا أحـدث أو تحقيق انجـاز أفـضـل .. أغـلبهم ملتزمون بالقـيم التى تحـكم المجـتمع ... ينتشر بينهم الصدق والإخلاص والمساواة والعـدل ... يسافـرون إلى الخـارج ليتنزهـوا أو ليعـلمون من هم أقـل منهم عـلما أو ليستفيدوا من ثروات المجـتمعـات الأخـرى المتأخـرة ...

فى الدول المتأخرة يعـيش المجـتمع حالة من الـفـشـل الدائم تشبه الدائرة المغـلـقـة ... حـيث المجـتمع فى حـالة عـداء دائم ... فالمجـتمع يخـاف من الجميع ويغـيب عـنهم التعـاون ... فيفشلون ويكذبون ... يغـشون بعـضهـم ويخـسرون جـهـودهم وأموالهم وصحـتهم وأعـمارهم ... تجـد المريض يشك فى الطبيب .. ويتشاجـر سائق التاكسى مع الراكب على الأجـرة ... ولا يعمل العامل جيداً إلا فى وجـود صاحب العمل ... صاحب العمل يفكر فى الخـصم من العـامل أكثر مما يفكر فى إعطاءه حـقـوقـه ... يقاطع الإخـوان والأخوات بعضهم البعض ... يتشاجر الجيران ... وينهى الشركاء شراكتهم فـيضعـفـون جـميعـاً ... يـخـتـلـف الجميع ويفشلون فى كل عـمل جماعى ... الثقة بينهم غـائبة والكل يعـتقـد أنه الأذكى ... يعـتقـدون أن نجاحهم هـو فى عـدم نقـل عـلمهم للآخـرين فـيظـل الجميع فى حالة جهل كل فرد منهم يعتقد أنه الأنصح ... أرضية منازلهم سيراميك ورائحة القمامة فى شـوارعـهم تزكم الأنوف ... يحـرصون على ملئ بطونهم ويتركون عـقـولهم خـاوية ... السجـون مليئة وأعـداد القضايا والمحاضر بالملايين ... العـدل غـائب والفساد منتشر ... ومن يتعـرف فى حياته على شخـص صادق وشريف يظـل يتكلم عنه كأنه عـثر على كائن خـرافى ...

فى الدول المتأخرة يلوثون الماء والهواء والغـذاء ثم يدشنون عـشرات الحملات للتبرع لعـلاج ما تسببوا فـيه هم ... يزورون إرادة الشعـب فى الانتخابات فـيصل الفاسدون للحكم فيظـلمون فيثور الشعـب و يهـدمون بلادهم المنهارة و يتشاجرون فى الشوارع ويتقـاتلون ويقتلون بعـضهم وكل منهم يعـتقـد أنه الحـريص على الوطن .. أياديهم موجهة ضد بعضهم وأموالهم منفقة لصالح أعـدائهم .. عـيونهم مسلطة ضد عـيوبهم ... وعـقـولهم مشغـولة بالمؤامرات ضد بعضهم ... يكـذب الحـاكم على المحكوم .. ويكذب المحكوم على الحاكم .. يخـاف الحـاكم من ثورة المحكـوم عـليه ... و يخـاف المحكوم أن يسجـنه الحـاكم ...

كلهم فـاشلون .. الفائز فيهم خاسر فلا أمان له ولا راحة بال ... تعـليمهم جهـل ... وصناعتهم غـش ... وتجـارتهم كذب ... وكلامهم نفاق ... ومشاعـرهـم مصطـنعـة ... ينفقون كثيرا من أموالهم من أجـل الأمن و لا يحـرصون على العـدل .. فلا يشعـرون بالأمن ولا يستمتعـون بالعـدل .. الأذكياء والناشطـون منهم يهاجرون ويتبقى الأقـل ذكاء و الأكثر كسلا .. ينسحـب الصالحـون من الحـياة العامة فـيـتـحـكم فى المجتمع الفاسدون ...

الشعب فاشل و الحكومات أكثر فشلا .. شكل الأشياء موجود و جوهرها مفقود .. متعلمون جاهلون وصناع غشاشون ... رجال عـدل ظالمون ورجـال أمن مـجـرمـون .. رجـال دين كاذبون .. ورجـال إعـلام منافقون ... ومدربون غـير متدربين .. ومفكرين غـير مفكرين .. وعـلماء ليسوا عـالمين ... فى الدول المتأخرة توجـد وزارة للتضامن الاجتماعى ولا يوجـد التضامن الاجتماعى ... توجـد وزارة للبيئة ولا يوجـد حفاظ على البيئة .. توجـد وزارة للتخطيط ولا يوجد تخطيط .. توجـد وزارة للصحة و مع ذلك تنتشر الأمراض ... توجـد وزارة للثقافة ومع ذلك تنهار الثقافة ... توجـد وزارة للبحـث العـلمى و لا يوجـد لا بحـث و لا عـلم ..

فى الدول المتأخرة تجـد الجميع يتخبطون فـيصدرون القـرارات وعـكسها .. يعـزلون المسئول ثم يعـينونه مرة أخـرى .. يصدقـون الأشياء و نقـيضهـا ... تتناقض أفعـالهم مع كلماتهم ... يعطلون أنفسهم .. ويرفضون أنفسهم ... ويستنزفـون أنفسهم .. يبحث العاطلون عن عـمل .. ويتهـرب ويزوغ العاملون من العمل .. يتعطلون فى شوارعـهـم وتضيع أعمارهم فى الازدحام ... يدفعـون فى الرشاوى أكثر مما يدفعـون فى الضرائب .. وينفقون فى العـلاج أضعـاف ما ينفقونه فى الوقاية .. يتكلمون أكثر مما يفعلون .. ويتمنون أكثر مما يسعون .. يعـرفـون الحق ولا يستطيعـوا أن ينفـذوه ... ويعـرفـون الباطل ولا يستطيعـوا أن يخالفوه ... يهدمون ما يبنون .. ولا يبنون ما يهدموه ... يفجـرون أنفسهم ولا يفكرون مع أنفسهم ... جبناء مع أعـدائهم شجعـان على أنفسهم .. يستعملون أيديهم أكثر مما يستعملون عـقـولهم ..

 يحبون الله و لكنهم لا ينفـذون أوامره ...

اللهم أخـرجـنا من دائرة الفشل الضيقة الحزينة إلى دائرة النجاح الواسعة السعيدة ... اللهم عـجـل لنا بهـذا الخروج ..   

      7 أكتوبر 2015

مقرنا

المقر المؤقت : ميدان حلمية الزيتون

ارقام التواصل

01013900867

01125231372

البريد الالكترونىى

egyptelections2018@gmail.com