هـو تركها القضايا الأكثر أهـمية و انشغالها بالأقـل أهـمية ...
تركها للأصـول وانشغالها بالفـروع ...
تركها للفعـل ... وانشغالها بالكلام ..
تركها لعـلاج الأسباب ... ثم ندمها على ما يحـدث من نتائج ....
تركها للعـلم ... والاكتفاء بحـديثها عن كره الجهـل ...
تغـيير الأسماء .. وعـدم تغـيير المسميات ...
تركها للأخـطـار الخـارجـية المدمرة والمتوقـعـة ... وصناعـتها لقضايا داخـلية مضيعـة للجهد والوقـت ...
- و السبب فى كل ذلك .. هـو استمرار التخـبط و فـقـدان الرؤية وغـياب البوصلة .... فنحن لا نعـرف إلى أى شىء نخـطـط ... ولا ماذا نفعـل بأنفـسنا ... ولا إلى أين نسير ؟ ..
كلمات فـارغـة ... وشعـارات جـوفـاء ... حـروب كلامية لا طائل منها ... تخـبط ثم تخـبط ثم تخـبط ... النظـام الحـاكم فـاشـل فى حـكمه ... والمعـارضة فـاشلة فى معـارضتها .. وكلنا خـاسرون ... لم نستطع أن نتفـق آن نقـضى على الفـشل ...
ولكننا اتفـقـنا على أن نخـسر جـميعـا أمام النجـاح ... قـضايانا كلها خـاسرة ... و حـاصل جـمع أغـلب مجـهوداتنا هـو الصفـر ... تم عـزل مبارك ولكننا لم نغـير شيئا من سياساته ... تم عـزل مرسى لأن سياساته قـسمت المجـتمع وبعـد عـزل مرسى تم دفـع المجـتمع لمزيد من الانقسام ...
نعـادى أنفسنا ... نحـارب أنفسنا ... نشوه أنفسنا .. ندور حـول أنفسنا .. ثم نقـف حـائرين صامتين أمام أعـدائنا ...
نضيع أوقـاتنا ... نبدد جـهودنا ... نعـطـل طـاقـاتنا .... ثم نتساءل عن سبب فـشلنا ... نطـلق الشعـارات تلو الشعـارات ... و نهتم بالشكل دون الجوهر ... و نخدع الآخرين و نخادع أنفسنا ... ثم نتخـيل ونتوهـم أننا منتصرون ...
خـطـطـنا وهمية ... ومشروعـاتنا إعـلامية ... نظـراتنا تحـت أقـدامنا ... وأفـعـالنا ردود لغـيرنا ... فمن الطـبيعـى إذن أن تكون كل إنجـازاتنا عبـارات إنشائية ...
نتوهم اكتمال عـقـلنا ... ونتخـيل جـنون غـيرنا ... نحن فقط الوطـنيون .. وغـيرنا الخـائنون ... لا أريد أن أسمع أحـد ... يكفينى صوتى ... لا أريد أن أفـهـم أحـد ... يكفينى عـقـلى ... ما دمت قـويا فـلست بحـاجة إلى الضعـفـاء ... وما دمت حـاكما فـلست بحـاجة إلى المعـارضة ... وما دمت معـارضا فـلن أرى شيئا جـيدا فى الحـكام ... ما دمت غـنيا فـلن أشعـر بالـفـقـراء ... ما دام معى سلاحى فـلماذا أستمع للأفكار ... !!!
- إذا استمرت أحوالنا على هـذا الحـال ... وإذا أصررنا على الاستمرار بهذا المنوال ... فأرجـو ألا نتوقـع نجـاحـا أو تقـدما أو الانفراجة فى أى حـال من الأحـوال .. 27 يناير 2016