لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

من يرغب أو يتوقع أن يقرأ فى هذا الكتاب أى كلمات جارحة غير مسئولة أو نقد غير موضوعى أو تطرف لفكرة ما أو تعصب أعمى لفريق ما ... ومن يطمع أن يقرأ كتاباً يدعو لانقسام أو يستثمر التنازع ويغذى الصراع ويؤجج النار المشتعلة أو يشعل ما خمد منها ... فليسمح لى أن أنصحه بعدم إستكمال القراءة ... فلن يجد ما يبحث عنه ... فطبيعتى الشخصية المعتدلة ومهام ومسئوليات المنصب الرفيع الذى أتحدث عنه وما يقتضيه هذا المنصب وما يحتاجه من عدل عند الحكم وموضوعية فى التحليل ووسطية فى التفكير وعقلانية فى القرارات وحرص على كل أبناء الوطن والمساواة بينهم فى الحقوق والواجبات والعمل على النهوض بهم جميعاً ... كل ذلك يمنع وينفى أن يجد الباحث عن التطرف أو التعصب مبتغاه فى هذا الكتاب ...

لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

نظـام الحـكم وطـبيعـة العـصـر .. ما بين الشباب والكبار ...

- نشأ كبار السن فى مصر وتربوا وتعـلموا منهج تعـليمى واحـد ... لذلك فإن أغـلبهم يفكرون بطـريقـة واحـدة ...

و ذلك بعـكس جـيل الشباب الحـالى الذى تخـتلف مناهـج تعـليمه اخـتلافـا شديدا ... لذلك فأفكار جـيل الشباب مخـتلفـة عن الكبار ومخـتلفـة فـيمـا بينهم أيضا ...

- كبار السن فى مصر كانوا يتلقـون المعـلومات والأخـبار من مصادر حـكومية محـدودة ومحـددة      ( الجـرائد القـومية .. تليفـزيون الدولة .. إذاعـات الدولة .. حـزب سياسى واحـد ..) بينما جـيل الشباب حـاليا لديه مصادر لا حـد لها يستمد منها الأخـبار والمعـلومات ... ( قـنوات فـضائية من كل الـثقـافـات ... جـرائد ومجـلات متنوعة ... مواقـع إليكترونية ومواقـع تواصل اجـتماعى بكل اللغـات ... أحـزاب وائتلافات وحـركات كثيرة ومتنوعـة ... )

- كبار السن كانوا ينتظرون مواعـيد إرسال الدولة الأخـبار لهم ( نشرة السادسة ثم التاسعة ... الطبعـات الصباحـية ثم المسائية للصحف .. موجـز الأنباء ... ) أما الآن فالفضائيات والإنترنت يعـملون 24 ساعـة يوميا وبدون توقـف ... بل ويتسابقـون بالثوانى على من يبث الخـبر أولا ...

- فى الماضى كانت الدولة وبسهولة تستطيع أن توجـه مواطـنيها وتـدفـعـهـم إلى الاقـتناع بحكامهم وبحكمتهم ... وبذكائهم وعـبقـريتهم ... بصواب ما يفعـلونه وما لا يفعـلونه ... بالحكمة الموجـودة فى حـديثهم وفى صمتهم .. وكان أغـلب المواطنين لا يستطيعـون الإفـلات من هذا الحصار الفـكرى الذى تصنعه الأنظمة الحـاكمة .. وبالتالى كانت الأغـلبية تسير فى ركاب الحـكومة مؤيدة لها ومدافعة عـنها ... ولا تتصور أبدا أن حـاكمها فـاشل أو من الممكن أن يخطىء .... فى العـصر الحـالى ومع انتشار المعـلومات وسهولة نقـلها لم يعـد من السهولة أبدا أن تستطيع الحـكومات صناعـة رأى عـام واحـد ( خـاصة بين الشباب المتمكن من أدوات  المعـرفة ) ... وبالتالى أصبح الشباب مستقـلا فى طـريقة تكوين آراءه و معـتقـداته ... وأصبح أكثر قـدرة على التحـليل و النقـد ... وعلى القـبول و الرفـض ...

- فى الماضى كان الترابط الأسرى أقـوى .. وكانت أغـلب الأمهات لا تعـمل ... وكانت قـيم احـترام الصغـير للكبير و توقـيره سائدة فى المجـتمع ... أما حـاليا فأغـلب الآباء مشغـولون بتوفـير احـتياجات أولادهم المادية وأصبح الأولاد والشباب أكثر جـرأة وأكثر ميلا للاستقـلال بفكرهم عن آبائهم ... وعن أراء آبائهم ...

- فى الماضى كانت احـتياجـات الشباب محـدودة نظـرا لطـبيعـة العـصر ومخـترعـاته ومنتجاته .... فكانت الأحـلام أقـل ... والرضا أكثر والقـناعـة أسهل ... وذلك بعـكس جـيل الشباب الحـالى الذى يعـانى من طـبيعـة هـذا العـصر السريع جـدا و الغـنى جـدا بمنتجـاته و اخـتراعـاته ... فاحـتياجـات الشباب أصبحـت أكثر وزادت معـاناته أكثر .... على حـين يمر المجـتمع كله بحـالة ضعـف اقـتصادى واضح ... وكان من نتيجة كل هـذا أن الغـضب أصبح أسهل ... والرضا والصبر أصبحـوا أصعـب ...

- نتيجـة للأسباب السابـقة و لغـيرها ... أصبح المجـتمع المصرى حـاليا منقـسم إلى قـسمين

القـسم الأول : يتكون من كبار سن أغـلبهم لم يتعـود على الحـياة السريعـة ولا على الأحـلام الكبيرة ولا على الأخـبار الكثيرة ولا على المعـلومات المتعـارضة ... وهـؤلاء دائما ما يعـشقـون الهدوء و الراحة و ينشدون الاستقـرار ويدمنون عـدم التغـيير ويرضـون عن دوام الحـال حتى ولو كان سيئا ويقـارنون بين ماضيهم وواقعهم فـيفـرحـون ويتعـجـبون وينتظـرون الأخـبار الرسمية ليصدقـوها و التعـليمات لينفـذوها ...

والقـسم الثانى هـو الشباب وصغار السن ... وأغـلبهم رافـض للواقـع الذى يعـيشه ... انتمائه لحكامه أقـل .. معـارضته سريعـة و إقـناعـه صعـب .. غـير متفـائل بمستقـبله .. ناقـم على ما ورثه من العـصور السابقة ... لا يرى من السياسات ما يقـنعـه ... لا يثق ببيانات الحـكومة الرسمية ولا يصدقـها بسهولة ... يرى فى الطـاعـة خـنوع .. وفى تصديق الحـاكم بلاهة ... يبحث عن الأمل ولا يعـرف له طـريق ... يحـلم بالنجـاح ولا يستطيع تحـقـيقـه ...

- كبار السن وبسهولة يستطيع النظـام الحـاكم أن يرضيهم ...ولكنه لا يستطيع أن يرضى الشباب ولو بصعـوبة ...

- فى كل عـام وفى كل يوم ... تقـل أعـداد كبار السن بالوفـاة وتزداد أعـداد الشباب بالميلاد ... وفى كل يوم تتقـدم وسائل الاتصال والتكنولوجـيا وينتشر استعـمالها و تزيد أعـدادها وتقـل أسعـارها و تزيد تطبيقاتها ...

- كل الأسباب السابقة تمثل ضغـطـا على النظـام الحـاكم الحالى وكل نظـام حـاكم قـادم ... فالشباب أغـلبية و الكبار أقـلية وبالتالى فالرضا صعـب والغـضب سهل ... والمعـلومات سهـلة والتعـتيم صعـب ... الاستقـرار صعـب والفـوضى سهـلة ... فى كل يوم يزداد أعـداد الشباب وتزداد معـلوماتهم وتزداد احـتياجاتهم ... وفى كل يوم يزداد الموقـف الاقـتصادى صعـوبة ... فـتزداد المشاكل وتزداد الحـياة صعـوبة ومعـاناة ... ويزيد الضغـط على النظام الحـاكم من أجـل إرضاء الشباب ...

لكل ما سبق أوجـه نصيحـتى لنظـام الحـكم الحالى والقـادم ..:

الشباب ليسوا مجـرد فصيل من المجـتمع بل هم الفـصيل الأهـم فى المجـتمع ... هـم العـلم و الحـلم والقـوة و الرغـبة والإرادة ... إن نجـح المجـتمع فـلن يكون إلا بهم ... و إن فـشـل الحـاكم فى التواصل معـاهم فـلن يعـرف للنجـاح طريقـا ... هـم المستقـبل وهم الطـريق للمستقـبل ... هـم الهـدف وهـم الوسيلة ... تجـاهـلهم تعـطـيل لقـوى المجـتمع ... والعـناد معـهم خـسارة ... وكسب عـداوتهم هـلاك لكل المجـتمع ...

على الكبار أن يهتموا بالشباب ... يعـوضوهم عـما مضى .... يجـلسوا معـهم .. يستمعـوا لحـديثهم ... ينصتوا لمشاكلهم ... يشاركوهم أحـلامهم ... يفهموا تفكيرهم ... ويتفهموا منطقهم ... يصححوا أخـطائهم ... ويقـروا بصوابهم ...ينقـلون لهم خـبراتهم ... يشركوهم فى المسئولية و ينقـلوها لهم ... يتراجعـون لهم و يقـدموهم ... يعـملون معا ... و يتعـاونون معـا ... لينجحـون معا ...

- لا استقـرار بدون الشباب ...

- لا عـناد مع الشباب ...

- لا نجـاح بدون الشباب ...

- لا مستقـبل بدون الشباب ...   

 

         5 فبراير 2016

 

مقرنا

المقر المؤقت : ميدان حلمية الزيتون

ارقام التواصل

01013900867

01125231372

البريد الالكترونىى

egyptelections2018@gmail.com