عـندما خـلق الله سبحانه وتعـالى سيدنا أدم ... أمر أحـد الملائكة بأن يأتى بتراب من الأرض ليخـلق أدم .... فقام هـذا الملك بإحـضار التراب من كل أنحاء الأرض ... فأتى ببعـض التراب من الأرض السهلة ... والبعـض من الأرض الخـيرة ... والبعـض من الأرض الوعـرة والصلبة والتى يصعـب التعـامل معـها ... وهكذا ....
وعلى مثل تنوع طـين الأرض كان تنوع بنى أدم من بعـده فى الشكل وفى اللون ... وكما أن الأرض مختلفة فى طـبيعـتهـا وتضـاريسها صـار الناس مختلفين فى طـبيعـتهم وتفكيرهم ونفسياتهم فمن أولاد أدم من يملؤه الخير كالأرض الطيبة ومنهم الكريم المعـطاء ومنهم البخـيل الشحـيح ... ومنهم الإنسان الذى يصعـب التعـامل معه ... ومنهم من ينجح التعـامل معه عن طـريق الصبر .... ومنهم النفسية السمحة .. ومنهم الحاقـدون .. ومنهم الضاحكون غـالبا .. ومنهم المتجهمون دائما .. منهم سهـل الطباع .. ومنهم من هـو قـاسى وغـليظ .. منهم حسنى الـظـن ومنهم سيئ الظن وهكذا تنوعـت طـباع البشر مثلما تنوعـت تربة الأرض ...
لذا أنصح كل من يقرأ هذه الكلمة بأن يسعى فى الحياة ليختار التعـامل مع الخيرين ... وأن يدقـق فى اختيار البشر الذين سيتعـامل معهم مثلما يفكر فى الأرض التى سيمشى عـليها والتى سيسكن فيها والتى سيعـمل فيها ... عـليه أن يفكر قـبل اتخـاذ القـرار ... فإذا كان مقـبلا على إتمام زواج ... أو اختيار شريك عمل ... أو مصادقة إنسان ... أو التعـامل مع قـريب ... أو عـميل .... أو .... الخ .. ف عـليه ان يتعـب نفسه فى الاختيار وفى الإختبار ... و يستعـين بعـلم النفس وكافة العلوم الإنسانية ...لكى يوفـق فى الاختيار الصحيح ... و يتجـنب الاختيارات الخاطئة ...
ابحـثوا عن الصادقـين .. وعن الطـيبين .. ابحـثوا عن المحـبين المسامحـين ..
ابحـثوا عن الأنقـياء .. وعن الأبرياء .. ابحـثوا عن المبتسمين .. والضاحـكين .. ابتعـدوا عن الخـبثاء والبخـلاء .. ابتعـدوا عن الكاذبين وعن الحـاقـدين .. ابحـثوا عن المتعـاونين لا المتعـادين .. ابحـثوا عن أصحـاب الفـطـرة السليمة فى كل شيء ... ابحثوا عن الأرض الطيبة ...
وفـقـنا الله جـميعـا فى اختياراتنا ... وهـدانا جـميعـا سواء السبيل
14 أكتوبر 2014