لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

من يرغب أو يتوقع أن يقرأ فى هذا الكتاب أى كلمات جارحة غير مسئولة أو نقد غير موضوعى أو تطرف لفكرة ما أو تعصب أعمى لفريق ما ... ومن يطمع أن يقرأ كتاباً يدعو لانقسام أو يستثمر التنازع ويغذى الصراع ويؤجج النار المشتعلة أو يشعل ما خمد منها ... فليسمح لى أن أنصحه بعدم إستكمال القراءة ... فلن يجد ما يبحث عنه ... فطبيعتى الشخصية المعتدلة ومهام ومسئوليات المنصب الرفيع الذى أتحدث عنه وما يقتضيه هذا المنصب وما يحتاجه من عدل عند الحكم وموضوعية فى التحليل ووسطية فى التفكير وعقلانية فى القرارات وحرص على كل أبناء الوطن والمساواة بينهم فى الحقوق والواجبات والعمل على النهوض بهم جميعاً ... كل ذلك يمنع وينفى أن يجد الباحث عن التطرف أو التعصب مبتغاه فى هذا الكتاب ...

لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

ثورة يناير

بدأت ثورة يناير سلمية ... بدأت بشعـار عـيش .. حـرية .. عـدالة اجـتماعـية .. ولأننا فى مجـتمعـنا لا نستطيع إدارة خـلافاتنا بالحـوار ... فقد تلوث ثوب الثورة بدماء كثيرة سالت وأرواح بريئة استشهدت ... حـدث ذلك فى جـمعـة الغـضـب وموقـعـة الجـمل وماسبيرو ومجـلس الوزراء ومحمد محمود وبورسعـيد ... وغـيرها ..

- بدأت ثورة 30 يونيو أيضا سلمية ... بدأت باستمارة تمرد وكارت أحـمر وصفارة ... ولأننا كنا أيضا لا نستطيع التفاهم فيما بيننا ... فقد وقعـنا فى نفس الخطأ مرة أخـرى وفقد المصريون الكثير من أبنائهم فى الحـرس الجمهـورى والمنصة واعتـصام رابعـة والنهضة وكرداسة وسيناء ... وغـيـرها ...

- على مستوى تحـقـيـق أهـداف الثورة لا نستطيع أن نقـول أن شيئاً محـدداً قـد تحـقـق ... أو أن المجـتمع المصرى قـد أنجـز هـدفـا من أهـدافه التى كان يحـلم بها ... بل على العـكس فقد شهـد المجـتمع تراجعـاً كبيراً فى محـاور عـديدة ... وأصبح الفشل أكبر وأصبحـت المعـاناة أكثر ...

-  قبل 25 يناير ... وقبل 30 يونيو لم يكن المجـتمع يعـانى مثلما يعـانى حاليا ... ولم يكن مستوى الاحـتقـان قـد وصل إلى ما وصلنا إليه حـاليا ... لم يكن التظاهـر ممنوعـاً أو مجـرماً ... ولم تمتلئ السجـون بمثل أعـداد اليوم ... ولم تصل الأحـوال الاقـتصادية لمثل ما وصلنا إليه اليوم ... ولم يحـدث انسداد سياسى كمثل أيامنا هـذه ... ولم يكن هـناك استعـداد أمنى بمثل استعـدادات اليوم ... ولم تكن هـناك سوابق ثورية فـاشلة ... ولم يكن هـناك انقـسام مجـتمعى حـاد بمثل انقسامات اليوم ... ولم يكن هـناك تفكير دموى بمثل حجم التفـكير الموجـود اليوم ... لم يكن لدينا شهداء ولا مصابين بمثل أعـداد اليوم ..

- كنا فى سنة أولى ثورة ... وكانت الأحـلام بريئة ... وكانت المخاوف قليلة ... كان العـنف أقـل والسلاح أقـل وكانت الأرواح أغـلـى ... وكان الحـرص على الوطن وعلى شركاء الوطن أكثر .

- كانت الاتهامات المتبادلة أقـل ... وكانت التهـديدات أقـل ... كان الشباب أكثر أملا ... واقـل يأساً ... كان أكثر انتماءً ... وأقـل عـداوة ... كان يهتف سعـيداً بسلميته ... ولم يجاهر يوماً بدمويته

 - فى 25 يناير وفى 30 يونيو ... طالب المصريون سلمياً برحـيل مبارك وابنه ... وبسقـوط المرشد وحـكمه ... ورغـم المطـالب السلمية الواضحة والصريحة فقـد دفـع المصريون بكل انتماءاتهم الثمن غـالياً من أرواحـهم ودمائهم وأمنهم واقـتصادهم ..

- إذا كانت الصور السابقة وباخـتصار هى مفردات ما حـدث فى السنوات الخـمس السابقة فماذا يمكن أن نتخـيل أن يحـدث لنا جـميعـاً فى حالة حـدوث أى تحـرك ثورى جديد ..؟

 هـل يمكن أن ينتج عن هـذا الحـراك أى خـير أو تقـدم لمصر أو للمصريين .. ؟

هـل يمكن أن تكون النتائج الإيجـابية أكثر من السلبية ..؟

هـل يمكن أن ينتج عن التحـرك القادم ما لم ينتج عن التحـركات السابقة ؟؟؟

- عن نفـسى لا أتوقـع أى نتائج مخـتلفـة طالما لم نتبع نحـن وسائل مخـتلفـة ... لن نصل إلى أهداف مخـتلفـة لأننا لم نجـرب طـرقـاً جـديدة مخـتلفـة ... بل بالعـكس من ذلك أتوقـع ولا أتمنى أننا قـد نحصد نتائج سلبية مثل ما حصدناه فى تجـاربنا السابقة ..

- أتوقـع ولا أتمنى أننا سنستمر فى تحـقـيق كل ما لا يفـيدنا ... سنخسر وقـتنا ... سنخسر جـهودنا ... سنخـسر أموالنا ... سنخـسر ثرواتنا ... سنخـسر أرواحـنا ودمائنا ...

- ستستمر خـسائرنا على كل الأصعـدة ... وسنستمر فى نفس النفق الذى دخـلناه منذ 25 يناير ... وهـو نـفـق الخـسارة للجـميع ...

- سيخـسر الحـاكم والمحـكوم ... سيخـسر المعـتدى والمدافـع ... سيخـسر القـوى والضعـيف ... سيخـسر الغـنى والفـقـيـر ... سيخـسر الشاب والعـجـوز ... سيخـسر القاتل والمقـتول ... سيخـسر الجميع بلا استثناء ... وسيكسب فقط أعـداءونا ...

- أكتب هـذه الكلمة وأنا لا أملك لبلدى وناسهـا إلا كل الحـب والخـوف والحـرص على مستقـبلنا جـميعـا ...

- قـد لا أكون مسئولا رسميا فى هـذه البلد ... ولكننى استشعـر مسئوليتى عن كل ما فى هـذه البلد ... عن شعـبها وعن أرضها .. عن حـاضرها وعن مستقـبلها ...

- قـد يصنفـنى البعـض معارضا ... وقـد يصنفـنى البعـض مؤيدا ...

- وعن نفسى لا أتمنى إلا أن أكون فـعـلا معـارضا لكل ما لا يفـيد بلدنا ... ولا أتمنى إلا أن أكون فـعـلا مؤيداً لكل ما فيه الخـير لهـذه البلد التى لا نملك سواهـا ...

- أتمنى أن أكون نافـعـا ولو لفرداً واحـداً أو ولو بفـكرة واحـدة ... أو ولو بنصيحة واحـدة ... من هـذا المنطـق فقط

- أدعـو الجـميع إلى الحـرص على هـذا البلد ...

- أدعـو الحاكم والمحكوم ...

- أدعـو الثائر والمثار عليه ...

- أدعـو الجـميع بلا استثناء وبلا تصنيف ...

- أدعـوهم إلى معـالجة أزماتنا بطرق جـديدة ومخـتلفـة ...

أدعـوهم أن يسمعـوا أكثر مما يتكلموا ...

أدعـوهم إلى الحـوار وإلى التفاهم ...

أدعـوهم إلى التخـلى عن كل ما لم ننجـح به ...

أدعـوهم إلى الحـرص على هـذا الوطن ... والحـفاظ عـليه وعلى أهـله وناسه ...

أدعـو الجـميع إلى مراجعة مواقـفهم ومحـاسبة أنفسهم ...

أدعـوهم إلى تقـييم نتائج السنوات الخـمس السابقة ...

أدعوهم إلى البناء لا الهـدم ... وإلى الحـياة وليس الموت ... وإلى التعـاون وليس الصدام ... إلى الاصطـفـاف وليس الاستعـداد ... أدعـو الجـميع إلى أن يتنازل قـليلاً ليربح كثيراً ... أدعـو الجميع وأذكرهم بكلمة قـلتها من قبل ... وسأظـل أقـولها دائما :

مصر ... نخـتلف فيها ... ولا نخـتلف عـليها .         9 ديسمبر 2015

مقرنا

المقر المؤقت : ميدان حلمية الزيتون

ارقام التواصل

01013900867

01125231372

البريد الالكترونىى

egyptelections2018@gmail.com