لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

من يرغب أو يتوقع أن يقرأ فى هذا الكتاب أى كلمات جارحة غير مسئولة أو نقد غير موضوعى أو تطرف لفكرة ما أو تعصب أعمى لفريق ما ... ومن يطمع أن يقرأ كتاباً يدعو لانقسام أو يستثمر التنازع ويغذى الصراع ويؤجج النار المشتعلة أو يشعل ما خمد منها ... فليسمح لى أن أنصحه بعدم إستكمال القراءة ... فلن يجد ما يبحث عنه ... فطبيعتى الشخصية المعتدلة ومهام ومسئوليات المنصب الرفيع الذى أتحدث عنه وما يقتضيه هذا المنصب وما يحتاجه من عدل عند الحكم وموضوعية فى التحليل ووسطية فى التفكير وعقلانية فى القرارات وحرص على كل أبناء الوطن والمساواة بينهم فى الحقوق والواجبات والعمل على النهوض بهم جميعاً ... كل ذلك يمنع وينفى أن يجد الباحث عن التطرف أو التعصب مبتغاه فى هذا الكتاب ...

لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

الدعم

الدعم

الدعم

871 - الدعم لا يصل إلى مستحقيه ... يجب وصول الدعم إلى مستحقيه ... جملتان من أكثر الجمل التى قالها وسمعها المصريون خلال الخمسين عاماً الأخيرة ... والجملتان صادقتان تماماً ... الأولى تعبر عن حالة فشل واقعية والثانية تتمنى تصحيح هذه الحالة ...

وجود الدعم يفترض وجود 3 أطراف فى المعادلة :-

دولة تقدم الدعم للفقراء ، وفقراء يستحقون المساعدة والمساندة ، ثم مبلغ الدعم أو مضمون الدعم ...

أما عدم وصول الدعم لمستحقيه فذلك يعنى أن طريقة تقديم الدعم بها خلل أو بها انحراف ؛ وبالتالى يدخل فى المعادلة أطراف أو وسطاء يحصلون على جزء من الدعم ويستفيدون منه رغم أنهم غير مستحقين له وهؤلاء هم الطرف الرابع فى المعادلة ... دعونا نناقش كل طرف على حدة :-

872 – دولة تقدم الدعم للفقراء : هذا ليس تفضلاً من حكومة ، أو منة من حاكم ، أو تعطفاً من مسئول ... فالفقراء مع الأغنياء هم أصحاب الوطن ... للفقراء حقوق على الوطن ... وعلى الأغنياء واجبات للوطن ... الفقر ليس مسئولية الفقراء بقدر ما هو مسئولية الدولة ... والفقر ليس عاراً على جبين الفقراء بقدر ما هو ذنب فى رقاب المسئولين ...

لم يرغب الفقراء أن تكون حالتهم هكذا ... ولم يتمنوا هذا ... ولم يسعوا إليه ... وهم أيضاً ليسوا راضين عن ذلك ...

السبب الأول لوجود الفقراء ، واستمرار فقرهم ، وزيادة أعدادهم هو السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة ...

لن أتكلم هنا عن كيف تزايدت أعداد الفقراء ، ولا كيف ازدادت حالتهم سوءاً ؛ ولكن سأتكلم وأؤكد فقط أن دعم الدولة للفقراء فرض عليها ، ويجب أن يستمر بالتوازى مع العمل على تنميتهم ، ومعاونتهم ، ومساعدتهم للتغلب على الفقر ... وعندما يخرج الفقراء من دائرة الفقر ... هنا فقط يمكن للدولة أن تتوقف عن تقديم الدعم لهم ...

873 – الفقراء ... لهم حقوق وعليهم واجبات ... تتمثل حقوقهم فى أن تساعدهم الدولة ... وتتمثل واجباتهم فى ضرورة العمل على مساعدة أنفسهم من أجل تغلبهم على الفقر فكما أن الدولة عليها واجب أن تمد لهم يد المساعدة فإن الفقراء عليهم واجب أن يمدوا لها أياديهم من أجل العمل ، والتعلم ، والتدريب ، والتأهيل ...

874 - مبلغ الدعم أو مضمون الدعم ... لا يجب أن يكون شيئاً ثابتاً ، أو منتجات محددة ؛ فالناس مختلفون فيما يحتاجون إليه وفيما يستعملون ... ولا يكفى هنا أن نحدد لهم مجموعة سلع ليختاروا منها ... بل من الأفضل أن نترك لهم حرية أكبر من ذلك ... فأول طريق تغلب الفقراء على فقرهم أن يديروا أزمتهم بأنفسهم ... ولا بأس فى البداية من أن يرتكبوا بعض الأخطاء ولا بأس من أن يتعثروا فى بعض الخطوات ...

875 – الأطراف الذين يحصلون على الدعم أو يستفيدون منه ... وهم غير مستحقين لذلك بل إنهم فى بعض الأحيان لا يحصلون فقط على ما يحصل عليه الشخص الفقير المستحق للدعم بل يحصلون على منافع ومكاسب مادية أكبر قد تنقلهم إلى طبقة الأثرياء فى المجتمع ...

وهم ينقسمون إلى فئتين ... الفئة الأولى التى تحصل على الدعم بالحجم ، والقيمة ، والصورة التى يحصل عليها الفقراء مستحقون الدعم ... أى أنهم يظهرون فى صورة مستحقى الدعم ويحصلون عليه بغير حق ... أما الفئة الثانية وهى الأخطر فهم من يتاجرون ويفسدون فى عملية الدعم ، ومراحل إعداده ، ووصوله إلى الفقراء ... وخطورة الفئة الثانية أن ضررهم لا يتوقف عند حد الاستيلاء على جنيهات معدودة ؛ بل يتجاوز ذلك أحياناً إلى الآلاف والملايين ...

876 - تقديم الدولة الدعم للفقراء ليس هدفاً فى حد ذاته ... وإنما هو وسيلة لمعالجة أمر استثنائى ضار بالمجتمع ؛ وهو وجود عدد من المواطنين الفقراء الذين ليست لديهم قدرة كافية على تدبير احتياجاتهم الأساسية ... لذا فإن الدعم لابد وأن ينظر إليه ويتم التعامل معه على أنه إجراء استثنائى وكنوع من المسكنات التى لابد من اللجوء إليها مؤقتاً حتى يتم قيام الطبيب بمهمته وهى معالجة المريض علاجاً صحيحاً يحقق الشفاء النهائى من المرض ... أى أن الدعم لابد وأن تلجأ إليه الدولة بالتوازى مع كل الإجراءات والسياسات التى نرى فيها علاجاً لمتلقى الدعم ؛ حتى يستطيع بها التغلب على فقره وظروفه الاقتصادية السيئة ؛ وبالتالى يتحول من فقير يتلقى الدعم إلى إنسان يعمل ، وينتج ، ويكفل نفسه ، وأسرته ثم إلى إنسان أكثر نجاحاً يعمل وينتج ويكفل أسرته ويسدد ضرائب ويكفل ما يستطيع أن يكفله من فقراء المجتمع الذين لم يتغلبوا على فقرهم وظروفهم الاقتصادية السيئة بعد ...

أما أن يستمر الفقراء فى ظروفهم السيئة واحتياجهم الدائم لمبالغ الدعم فهذا يعنى خللاً كبيراً فى المنظومة الاقتصادية يضر ميزانية الدولة ويؤثر بالسلب على كل الخدمات الأخرى والتى يجب تقديمها لكل المواطنين ...

لذا وبناء على ما سبق فإنه لا يصح أن يكون هناك حديث عن الدعم إلا ولابد أن يكون هذا الحديث مقروناً بالسياسات التى تكفل تغلب الفقراء على فقرهم ... وإلا أصبحنا كمن أدمن تعاطى المسكنات بدون البحث عن علاج حقيقى ... والخطورة الأكبر أن إدمان المسكنات لابد وأن يأتى يوماً ينهار فيه الجهاز العصبى وينهار معه الجسم ، ولا يعود لهذه المسكنات تأثيرها السابق فى عدم الإحساس بالألم ...

من أجل حل مشكلة الدعم السابق سيكون أسلوبى الذى اقترحه لمعالجتها هو ...

877 - تحويل الدعم العينى الذى يتمثل حالياً فى السلع إلى دعم نقدى يتم صرفه مقدماً فى أول كل شهر لمستحقى الدعم ... عن طريق إضافة الملبغ المستحق إلى بطاقة بنكية يحصل عليها مجاناً مستحق الدعم ، ويقوم بصرف هذا المبلغ من أقرب بنك له أو أقرب ماكينة ... وبذلك سنقلل كثيراً من المصاريف الضخمة التى يتم إنفاقها على عملية وصول السلع إلى المواطنين ...

878 - يتم إعلان شروط استحقاق حصول المواطنين على الدعم ... ويتم فتح الباب لإعادة قيد كل من يرغب من المواطنين ... مع توقيع كل من يتقدم للحصول على الدعم النقدى على إقرار يفيد بأنه فى حالة مخالفته تلك الشروط وحصوله على الدعم رغم عدم استحقاقه له ؛ فإنه يقر بإعادة الأموال التى حصل عليها بدون وجه حق وفى حالة عدم قيامه بذلك يتعرض للمساءلة القانونية لقيامه بارتكاب جريمة تزوير فى أوراق رسمية ، والاستيلاء على أموال عامة [1] ...

 879 - تقوم الدولة بتحديد الفئات الغير مستحقة للدعم ومن أمثلة ذلك :

أ - مالكو السيارات الملاكى أياً كان نوعها وحالتها وسنة صنعها ...

ب - مالكو الشقق الحديثة البناء التى تزيد مساحتها على 100 متر وكذلك مالكو المنازل والعمارات ذات الأدوار المتعددة أياً كانت مساحة المنزل ...

ج - العاملون بالخارج ... وكل من يسافر بالطائرة إلى الخارج سواء كان للعمل أو للسياحة أو للحج أوللعمرة ...

د - كل المضاربين بالبورصة ...

هـ - أصحاب السجلات التجارية والصناعية ...

و - أصحاب الودائع البنكية وأصحاب دفاتر التوفير ... وأصحاب الحسابات الجارية بالبنوك إذا زادت على مبلغ معين وليكن مثلاً 50 ألف جنيه ...

ز - أولياء الأمور الذين يلحقون أولادهم بالجامعات والمدارس الخاصة ...

ح - نزلاء الفنادق المصيفية الموجودة مثلاً فى شرم الشيخ – الغردقة – الساحل الشمالى ...

880 - والهدف من كل ذلك هو تنقية جداول المدعومين حتى لا يحصل على الدعم إلا من يستحقه بقدر الإمكان ... وبالطبع هناك إجراءات أخرى يمكن العمل بها ...

وتنقية تلك الأعداد وفرزها مهمة جداً خاصة عندما نعلم أن عدد المقيدين والحائزين على بطاقات تموينية قد تجاوز الـ 70 مليون إنسان وهو بالقطع عدد لا يمكن بأى حال من الأحوال تخيل أن يكون كل هؤلاء فقراء وغير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية ...

881 - بعد الانتهاء من إعلان شروط استحقاق الدعم ، وتحديد المستحقين ، وبداية صرف مبالغ الدعم النقدى لهم تتم دراسة حالاتهم بناء على الإقرارات التى قدموها والتى تبين حالاتهم وأسباب عدم قدرتهم على إعالة أنفسهم ؛ وبالتالى تبدأ الدولة فى مساعدتهم من أجل التغلب على ظروفهم السيئة وذلك بعدة طرق ووسائل ...

- إجبار المهنيين على القيد بالنقابة التى يرغبون فى امتهان مهنتها من أجل إعادة تدريبهم وتأهيلهم ثم إلحاقهم بعمل مناسب بدخل جيد ...

- بعض الفئات سوف يتم تقنين أعمالهم والتصريح لهم بها مثل الباعة الجائلين وسائقى التوك توك ... وسيساعدهم ذلك على العمل بحرية وبكرامة ودون ضغط أو خوف وبالتالى سيزيد دخلهم وسيقل الهدر فى وقتهم وصحتهم ومواردهم ...

882 - ميزة التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى أنه سيمنع وجود سلعة تباع بأقل من تكلفتها ؛ وبالتالى فإن كل السلع المعروضة فى الأسواق لن يوجد فيها مطمع للمضاربة عليها والمتاجرة فيها ... وهذا بعكس الدعم العينى الذى يتم فيه بيع أسعار بعض السلع بسعر أقل من قيمتها ؛ وبالتالى عند حدوث عجز فى كميات هذه السلعة المدعمة والموجودة فى الأسواق ولو كان عجزاً ضعيفاً فإنه سرعان ما يقوم البعض باستغلال الأزمة والاتجار بها للاستفادة منها ... وهذا المثال شاهدناه كثيراً قبل ذلك خاصة فى سلعة مثل أنبوبة البوتاجاز والتى كانت نادراً ما تباع بسعرها الأصلى ...

 

[1]  * عدد المستفيدين من بطاقات التموين حالياً هو 68.80 مليون مصرى ..

مقرنا

المقر المؤقت : ميدان حلمية الزيتون

ارقام التواصل

01013900867

01125231372

البريد الالكترونىى

egyptelections2018@gmail.com