لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

من يرغب أو يتوقع أن يقرأ فى هذا الكتاب أى كلمات جارحة غير مسئولة أو نقد غير موضوعى أو تطرف لفكرة ما أو تعصب أعمى لفريق ما ... ومن يطمع أن يقرأ كتاباً يدعو لانقسام أو يستثمر التنازع ويغذى الصراع ويؤجج النار المشتعلة أو يشعل ما خمد منها ... فليسمح لى أن أنصحه بعدم إستكمال القراءة ... فلن يجد ما يبحث عنه ... فطبيعتى الشخصية المعتدلة ومهام ومسئوليات المنصب الرفيع الذى أتحدث عنه وما يقتضيه هذا المنصب وما يحتاجه من عدل عند الحكم وموضوعية فى التحليل ووسطية فى التفكير وعقلانية فى القرارات وحرص على كل أبناء الوطن والمساواة بينهم فى الحقوق والواجبات والعمل على النهوض بهم جميعاً ... كل ذلك يمنع وينفى أن يجد الباحث عن التطرف أو التعصب مبتغاه فى هذا الكتاب ...

لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

المياه

المياه

المياه

1006 – تعانى مصر حالياً من نقص فى احتياجاتها المائية حيث من المفترض أن تكون مواردنا المائية فى حدود 93 مليار متراً مكعباً 3 طبقاً للمتوسط العالمى وهو 1000 متر مكعب سنوياً لكل إنسان تشمل كل احتياجاته إلا أن موارد مصر الحالية لا تتعدى الـ 70 مليار م3 وهذا الرقم يتضمن حصة مصر من نهر النيل وهى 55.5 مليار م3 بالإضافة إلى مياه الأمطار التى تستغل فى الزراعة ، والمياه الناتجة عن تحلية مياه البحر ، وتحلية مياه الصرف الزراعى والصرف الصحى والمياه الجوفية ...

1007 – أى أننا لدينا عجز حالى يزيد على 20 مليار م3 سنويا وياليت العجز يتوقف عند هذا الحد بل إنه يزيد مع كل زيادة للسكان وإذا كان متوسط الزيادة السكانية فى مصر فى اليوم الواحد هو 5700 نسمة فهذا يعنى أن العجز اليومى يزيد بمعدل 5,7 مليون م3 ... وإذا ما نظرنا إلى عدد المصريين المتوقع أن نصل إليه فى عام 2030 وهو ما يزيد على 120 مليون نسمة وما يمكن أن نصل إليه فى 2050 وهو ما يقترب من 160 مليون نسمة لأدركنا صعوبة بل استحالة الوقوف صامتين أمام هذا العجز المتزايد ... لذا فإننا يجب أن نولى قضية المياه كل الاهتمام اللازم لها فالماء سر الحياة ولا حياة بدون ماء ...

1008 – فى سعينا للتغلب على النقص الحالى فى المياه والمتوقع أن يتزايد هناك عدة طرق ووسائل للنجاح فى ذلك : -

* ترشيد استهلاك المياه بكل السبل الممكنة ، والسعى إلى إيجاد وتوفير وسائل تساعد على ذلك مثل تغيير حنفيات المياه فى الأماكن العامة لتعمل بالأشعة ؛ وكذلك تغيير حنفيات المياه فى المساجد بمقاس أضعف فى معدل تدفق المياه حتى لا يتم الهدر فى مياه الوضوء وذلك يتفق مع الحديث النبوى الشريف الداعى لضرورة الحرص على المياه ...

وكذلك دعوة محلات العصير إلى استعمال أكواب من البلاستيك تستخدم لمرة واحدة ، والدعوة إلى استخدام إناء من المياه فى غسيل السيارات بدلاً من استخدام الخرطوم ... إلخ 

1009 - التوسع فى تحلية مياه البحر خاصة لتغطية الاستخدام السياحى والصناعى فى المناطق المجاورة للبحر الأحمر والبحر المتوسط مع ضرورة اعتماد عمليات التحلية على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ...

1010 - دعم جهود البحث العلمى المتعلقة بزيادة إنتاجية الفدان مع تثبيت استهلاك المياه أو مع تقليل هذا الاستهلاك ...

1011 - دعم مشروعات الثروة السمكية حتى يصبح السمك وجبة أساسية لدى الكثيرين مما يخفف الضغط على المحاصيل الزراعية وبالتالى تقل احتياجاتنا من المياه فى مجال الزراعة ...

1012 - السعى إلى عقد اتفاقيات مع الدول التى بها وفرة فى المياه من أجل قيام مصر بالزراعة هناك على أن يتم ذلك فى إطار عادل يحقق الفائدة لمصر وللدول الأخرى ...

1013 - تغيير الخريطة الزراعية المصرية بحيث لا نصدر المحاصيل الزراعية التى تستهلك الكثير من المياه مثل الأرز وبحيث تكون المساحة المزروعة وكمية المحصول تكفيان السوق المحلى فقط ... فتصدير محصول مثل الأرز يعنى فى الحقيقة تصدير مياه للخارج ...

1010 السعى من أجل استفادة أفضل من مياه الأمطار التى تسقط على الساحل الشمالى وسيناء ...

 

1114 – السعى إلى قيام المصانع التى تستهلك كميات كبيرة من المياه إلى عمل محطات وغرف لإعادة تكرير المياه داخل المصنع ... وتوفير الخبرة الفنية اللازمة لذلك مجاناً ...

1115 – دراسة مدى إمكانية تحويل مياه النيل التى تصب فى البحر المتوسط من خلال فرعى رشيد ودمياط وتحويل مسارهما حتى يمكننا الاستفادة بها وعدم إهدارها فى البحر المتوسط ...

1116 – كل الحلول والاقتراحات السابقة هى حلول جزئية ؛ والهدف منها ليس تحقيق وفرة مائية تساعدنا على تحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية ؛ وإنما هى من باب حسن إدارة الموارد المتاحة ، والهدف منها هو محاولة تقليل العجز بقدر الإمكان ... أما إذا أردنا أن نتغلب على العجز المائى ونحوله إلى وفرة مائية فلابد لنا من العودة مرة أخرى لإحياء وتنفيذ مشروع ربط نهر الكونغو بحوض نهر النيل ... وعلى الرغم من التكلفة المالية الضخمة التى يحتاج إليها المشروع والتى يقدرها البعض بـ 40 مليار دولار والبعض بـ 30 مليار دولار والبعض يقدرها بأقل من ذلك ؛ وعلى الرغم من بعض الصعوبات الهندسية والفنية التى يقول بها البعض ؛ إلا أن المزايا والفوائد التى سيحققها هذا المشروع فى حالة تنفيذه تفوق بكثير التكلفة المالية الضخمة ويهون معها أى جهد أو تعب ... فمشروع مثل هذا فى حالة تحققه من الممكن أن يوفر لمصر حوالى 100 مليار م3 من المياه وهو ما يكفى لزراعة ملايين الأفدنة ؛ بالإضافة إلى ما سيقترن بهذه الأراضى المزروعة من حياة متكاملة تشمل صناعة ، وتجارة ، وخدمات ؛ وهو ما سيضيف إلى الاقتصاد المصرى قيمة مضافة تساوى مليارات ومليارات ...

1117 – وبدلاً من أن تظل مساحة الأراضى المزروعة فى مصر فى حدود 9 ملايين فدان سنستطيع وقتها أن نصل إلى رقم 20 مليون فدان أو يزيد ...

وبدلاً من أن تظل النسبة المئوية التى نستعملها ونعمرها من الأراضى حوالى 7% سنستطيع وقتها أن نصل إلى نسبة تقترب من 20% وستكون أيضاً مؤهلة للزيادة ...

وهذا المشروع لن يعود بالفائدة على مصر وحدها وإنما ستستفيد به أيضاً السودان والكونغو فسيحقق للأولى فائضاً من المياه وسيحقق للكونغو فائضاً من الكهرباء ... ويحقق لنا جميعاً فوائد اقتصادية كبيرة ...

1118 – وبسبب الفوائد الكثيرة التى سيحققها مشروع ربط نهر الكونغو بحوض نهر النيل يجب ألا نسأل هل نستطيع تنفيذ هذا المشروع أم لا .. ؟ وإنما يجب أن نفكر : كيف يمكننا أن ننفذ هذا المشروع .. ؟  كيف يمكننا أن نتغلب على المعوقات الجغرافية .. ؟ كيف يمكننا أن نتغلب على المشاكل المالية الخاصة بالتمويل .. ؟ ما هى أفضل دراسة فنية يمكننا بها تنفيذ المشروع .. ؟ ما هو الإطار الذى سيتم من خلاله تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع الكونغو وجنوب السودان والسودان .. ؟ ما هى المكاسب التى يجب أن تحصل عليها كل دولة من تنفيذ هذا المشروع .. ؟

1119 – وفى الحقيقة ولأننى لست عالماً متخصصاً فإننى لا أستطيع أن أضع إجابات للأسئلة السابقة كما لا يستطيع أن يجيب عنها أى فرد بمفرده ؛ فهذا عمل ضخم ستترتب على تنفيذه تغييرات كبيرة سيستفيد منها الملايين والملايين من البشر ؛ ليس فقط فى مصر والدول المشتركة فى المشروع ؛ وإنما أيضاً فى دول كثيرة فى إفريقيا تلك التى ستتمكن من الحصول على الكهرباء المنتجة من هذا المشروع ... وبالتالى فهذا المشروع التنموى العظيم يحتاج إلى تضافر الجهود المخلصة من دول كثيرة ... كما أنه لابد من الاستعانة فى تنفيذه بخبرات وجهود ودعم المنظمات الدولية ...[1]

 

[1]

* بعض المعلومات المتداولة عن نهر الكونغو :

1 – هو ثانى أكبر نهر فى العالم من حيث كمية المياه بعد نهر الأمازون ، وهو ثانى أطول نهر فى أفريقيا بعد نهر النيل ؛ ولكنه أكثر غزارة من نهر النيل بـ حوالى 5 أضعاف ...

2 – طول نهر الكونغو 4700 كم ؛ وكمية المياه التى تفيض من نهر الكونغو والتى تصب فى المحيط تزيد على 1100 مليار م3 ..

3 - تعتبر الكونغو من أغنى بلاد العالم مائياً ، ويتميز نهر الكونغو بتدفق مياهه طوال العام ؛ وليست مرتبطة بموسم الفيضان ...

4 – لم تبد الكونغو أى اعتراضات من جانبها على تنفيذ مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل ؛ كما لا توجد اتفاقية دولية بين الكونغو وجيرانها تتعلق بمياه نهر الكونغو أو تمنع مشروع الربط ...

مقرنا

المقر المؤقت : ميدان حلمية الزيتون

ارقام التواصل

01013900867

01125231372

البريد الالكترونىى

egyptelections2018@gmail.com